كتبت ستيرة عطية
جردت ام من المشاعر القت برضعيها بصندوق القمامة ولذلك كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إلقاء الأطفال حديثي الولادة على قارعة الطرق بلا مأوي وأجساد عارية ، ووسط أكوام القمامة
لم تكن الحادثة الأولى من نوعها ، لكنها تتكرر بصورة واضحة يوميا من معدومي الضمير والإنسانية ، إذا مات الضمير كل شيئ يصبح مباحا وسهلا ، حينما تتجرد المشاعر من الإنسانية وتتحجر القلوب التى في الصدور فلا تتعجب من أمر هؤلاء ، يلقون أطفالهم بالشوارع وبصناديق وأكياس القمامة ،في تصرف ضد طبيعة مخلوقات الله وضد الإنسانية أجمعها ، وفي ذلك الشأن حدث ولا حرج .
بعض الأمهات تتجرد من جميع مشاعر الإنسانية والرحمة، ربما يكون خوفا من افتضاح أمرها نتيجة لعلاقات غير شرعية،فتلقي بطفلها في صندوق قمامة أو بجوار مسجد أو مستشفى ليصبح مصيره الموت أو ضائعا في الشارع.
مواليد أعمارهم دقائق أو ساعات أو أيام يتخلص منهم ذويهم، لأنهم غير مرغوب فيهم من أبوين لا يستحقون أن يبقوا على قيد الحياة، وأم أغواها الكلام المعسول وللمتعة الحرام من ذئب بشري يبحث عن فريسة أخرى لإيقاعها لرغباته ونزواته العابرة .
يلقون بأطفالهم في المذابل تحتضنهم أكوام القمامات (قلوب كالحجارة أو أشد قسوة) ومنهم من كان أوفر حظا يعثرون عليه وهو مازال على قيد الحياة ، تتلقاه عناية الله ليخرج من ظلمات المعصية ومستنقع الرذائل، ومنهم من يفارق الحياة، شاهدا على جرم أبوية ، الذين لا يستحقون هم الحياة لقتل فلذة كبدهم بما كسبت أيديهم ،لإخفاء جريمتهم عن أعين مجتمعهم ، وخشية من عقابهم والفرار مما اقترفوا دون أدنى مسؤولية لأفعالهم ،والفوز بمتعتهم الحرام والإستمتاع بها للحظات، ويبحث عن فريسة أخرى لأهواءه وشهواته، يدفع ثمنها غاليا هذا الطفل المسكين.
فلا بد من معاقبة من يقوم بهذه الجرائم والردع ليكونوا عبرة لمن يعتبر، ولتطهير المجتمع من أمثالهم .